السياحة في غراتس. وهي مدينة تعج بالحركة ومليئة بالتاريخ وفرص الترفيه المتنوعة، كما أنها ثاني أكبر مدينة في النمسا وتقع على ضفاف نهر مور، يقصدها السائحين من كافة أنحاء العالم لتجربة ثقافتها الغنية وزيارة مواقعها التاريخية العديدة، مع قضاء أسعد الأوقات ما بين أفضل الأماكن السياحية في غراتس.
يعد مركز المدينة القديمة في غراتس موقعًا مخصصًا لليونسكو، ويمثل أحد أفضل مناطق الجذب في المدينة، إذ يتميز بالهندسة المعمارية التاريخية، التي تجدها في الساحة الرئيسية التي تقع على الضفة اليسرى لنهر مور.
يمكنك في المدينة القديمة زيارة قاعة المدينة التي بنيت عام 1893، ومتحف التاريخ الرسمي، فضلا عن متحف تيرياك التابع لمتحف موهرين أبوتيك، والمخصص للممارسات الصيدلانية القديمة. وأخيرًا، لا تنس زيارة متحف روبرت ستولز، الذي يكرم الملحن النمساوي الشهير الذي ولد في غراتس عام 1880.
سوف ينقلك استكشاف المدينة القديمة إلى عصر آخر ويمنحك نظرة ثاقبة على التاريخ الغني للمدينة، فسواء كنت من عشاق الهندسة المعمارية، أو من هواة التاريخ، أو ببساطة تستمتع بالمشي على مهل، يجب أن تكون زيارة المدينة القديمة ضمن قائمة الأشياء التي يمكنك القيام بها في غراتس.
لن تكتمل الرحلة إلى غراتس دون زيارة شلوسبيرغ وبرج الساعة، حيث تقع تلة شلوسبيرغ فوق مدينة غراتس القديمة، وهي عبارة عن تلة يبلغ ارتفاعها 473 مترًا توفر إطلالات بانورامية خلابة على المدينة، ويمكنك صعود التل عن طريق ركوب القطار الجبلي المائل، الذي يستغرق ثلاث دقائق فقط للوصول إلى القمة، أو الاستمتاع بنزهة ممتعة عبر السلالم لمدة 20 دقيقة.
أهم ما يميز شلوسبيرج هو برج الساعة الرائع الذي يبلغ ارتفاعه 28 مترًا، وهو المعلم الأكثر شهرة في غراتس، حيث يعود تاريخه إلى عام 1561 وهو المبنى الوحيد المتبقي من التحصينات التي كانت قائمة على التل.
تشمل عوامل الجذب الأخرى في شلوسبيرج البئر التركي الذي يبلغ عمقه 94 مترًا، فضلا عن برج الجرس الذي يبلغ ارتفاعه 35 مترًا، والذي تم بناؤه عام 1588.
مورينسيل، أو جزيرة مور، هي جزيرة مذهلة من صنع الإنسان تم بناؤها في وسط نهر مور، وقد تم إنشاء هذا المعلم المثير للإعجاب للاحتفال بتعيين غراتس كعاصمة للثقافة الأوروبية في عام 2003.
الجزيرة التي يبلغ طولها 47 مترًا مصنوعة بالكامل من الفولاذ وتأخذ شكل صدفة بحرية مقلوبة، وهي مرتبطة بضفاف النهر بواسطة جسرين للمشاة.
إحدى السمات الرئيسية للجزيرة هو المدرج الفريد الذي يقع في وسط الجزيرة، حيث تقام الحفلات الموسيقية والعروض وغيرها من الأحداث.
كما تضم الجزيرة أيضًا مقهى حيث يمكنك الجلوس والاسترخاء أثناء الاستمتاع بالمناظر الخلابة، فضلا عن ملعب للأطفال مع متاهة حبال.
إن كنت من محبي عظمة عصر الباروك، يعد شلوس إجنبيرج أحد المعالم السياحية التي يجب زيارتها في غراتس، حيث يقع هذا القصر الرائع على قمة تلة على بعد ثلاثة كيلومترات فقط غرب وسط المدينة، ويعود تاريخه إلى عام 1635، ويضم أربعة أبراج كبيرة وشققًا حكومية مزخرفة وتجهيزات جميلة على طراز الروكوكو.
داخل القصر، يستمتع الزوار بمجموعة من الفنون والهندسة المعمارية المذهلة، با في ذلك قاعة المآدب، وهي تحفة من التصميم الباروكي مع أكثر من 600 لوحة معقدة لنظام الأبراج والكواكب، إلى جانب غرفة الاستقبال، المعروفة باسم غرفة الكواكب.
يعد متنزه البلدية والحدائق النباتية في غراتس ملاذًا مثاليًا بعيدًا عن حياة المدينة الصاخبة، إذ تتميز بمجموعة واسعة من الأشجار والشجيرات والزهور، مما يوفر أجواء مريحة وهادئة للزوار.
تقع هذه الحدائق النباتية بعيدًا في المنطقة السكنية الفاخرة بالمدينة، وتشتهر ببيوتها الزجاجية الحديثة جدًا التي تضم نباتات غريبة من جميع أنحاء العالم، حيث يمكن للزوار استكشاف عروض النباتات والزهور التي تم تقسيمها إلى أربع مناطق مناخية رئيسية: الاستوائية، والبحر الأبيض المتوسط، والمعتدلة، وجبال الألب، ويمكن الوصول إلى كل منطقة من هذه المناطق عبر سلسلة من الممرات والجسور الخشبية الممتعة التي تمنح الزائرين فرصة الاقتراب من النباتات بشكل شخصي.
إلى جانب المجموعة الواسعة من النباتات والزهور، توفر الحدائق النباتية في غراتس إطلالة خلابة على المناظر الطبيعية المحيطة بها، مما يجعلها مكانًا شهيرًا لالتقاط الصور الفوتغرافية.
